هل تؤجل عمل اليوم للغذ؟ إليك 8 طرق تساعدك للتوقف عن المُمَـاطَلة.
هل تعاني من مُشكلة التَّسويف و تأجيل أعمالك و آلتزاماتك إلى وقت لاحق؟
إذا بدأت بعدم تأجيل قراءة هذا المقال، فأنت في الطيق الصحيح. أعدك بأن قراءة هذا المقال ذلك لن تستغرق وقتًا طويلاً وسيكون مفيدًا لك حقًا.
إذا كنت تعتقد أنك وحدك من يُعاني من هذه المشكلة، فكر مجدداً.
و حتى نوضح مدى إنتشار ظاهرة التسويف أو التأجيل، يكفي أن نُشير إلى أنها من بين أكثر المواضيع التي تم البحث عنها في محرك البحث غوغل Google سنة 2020.
تأجيل الأعمال إلى وقت لاحق قد يمنحك شعورا كاذباً و مؤقتا بالإرتياح أو التملص من إلتزاماتك. لكن هذا الشعور، سرعان ما يتحول إلى خيبة كبرى عندما تجد نفسك مضطراً في الأخير إلى إنجاز كم هائل من الأعمال المُتراكمة بسبب التأجيل.
- المُمَاطلة أو فن التأجيل !
التسويف هو تأجيل المهام التي يُمكننا إنجازها في الحين، بصفة مستمرة لوقت لاحق و غير محدد. و تختلف الأعذار التي نختلقها في كل مرة مثل التعب، الإلتزام بأعمال أكثر أهمية، ضيق الوقت إلخ…
و حتى عندما نُدرك، في معظم الأوقات، أن العمل لا يحتمل التأجيل، فإننا لا ننجح في تحفيز أنفسنا بما يكفي للقيام بذلك في الوقت المطلوب أو المحدد.
إذا كنت تتعرف بسهولة على نفسك في هذه الأفعال، فآعلم أنك لست وحدك الذي يعاني من هذه المشكلة.
آمل أن يُشعرك هذا ببعض الراحة. ألا يقولون أن المُشكلة إذا عمَّت هانت !
حسب دِراسة أنجزتها مؤسسة “أوبينيون واي” الفرنسية، فإن الأعمال التي لا تُشعرُنا بأي مُتعة، هي أول الأعمال التي تسقط ضحية للتأجيل المُستمر و من أهمها :
- أعمال فرز الأشياء و إعادة ترتيبها : يتهرب منها قرابة 50٪ من الناس.
- أعمال التنظيف : يتهرب منها و يُأجلها قرابة 45٪ من الناس.
- القيام بإنجاز مُعاملات إدارية : يتهرب منها و يُأجلها قرابة 38٪ من الناس.
والمثير للدهشة، هو أن مُشاهدة حلقة من مُسلسَلك التلفزيوني المُفضَّل لا توجد على قائمة الأعمال التي يتم تأجيلها !
و السبب هو أننا نميل إلى التهرب من كل مهمة قدتكون مصدراً للإنزعاج، التوتر أو الإحباط. و بالتأكيد، فالإستلقاء بكل كَسَل على الأريكة ليس مصدر إزعاج على الإطلاق !
- الثمن الباهض للتسويف و التأجيل.
بما أنك قد تكون ممن يُأجلون أعمالهم بآستمرار، فإنك على عِلم تام بأن التسويف المُستمر قد تكون له نتائج كارثية على حياتك الشخصية و العملية و الإجتماعية أيضاً.
فبسبب التأجيل :
- تكون مُرغما على التنازل عن تنفيذ كثير من إلتزاماتك. و تضطر لإنجاز الباقي بصورة سيئة بسبب ضيق الوقت !
- إخلالُـك بتنفيذ إلتزاماتك تُجاه أسرتك، أصدقائك، عملك و حتى نفسك قد يتسبب لك بمشاكل أنت في غنى عنها !
- الوقت القصير الذي ترفض فيه القيام بآلتزاماتك، سيكون ثمنه باهضاً جداً على عملك و أسرتك و علاقاتك الإجتماعية و تنمية ذاتك.
-
أخطر ما قد يتضرر من فعل التسويف بآستمرار هو سُمعَتُك !
فلا أحد يحب المُسوّفين ولا التعامل معهم. فهؤلاء بالنسبة للمجتمع، أشخاص لا يمكن الإعتماد عليهم أو الوثوق بوُعودهم. -
إذا كنت تعتقد أن التأجيل يمنحك وقتا أطول للراحة و التكاسل فأنت مُخطيئ.
67٪ من الأشخاص الذين شملتهم الدراسة، صرحوا بأنهم أصبحو يُعانون من الإرهاق بسبب إضطرارهم لإنجاز الكثير من الأعمال المُتراكمة في وقت ضيق و قصير. -
التأجيل المُستمر سيجعلك في لأخير مُضطراً للتازل عن تنفيذ الكثير من المهام التي قد تأتي عليك بنفع مادي أو معنوي.
لكنك تُضحي بها بسبب ضيق الوقت أو لأن وقت إنجاها قد فات فعلا !
كل هذا و أنت تعلم أن التفاهات التي ملأت بها وقتك عوض إنجاز المهمة، لا فائذة منها.
- إليك بعض النصائح للتوقف عن التسويف :
لا نَنكر أن مُعالجة التأجيل و التسويف مهمة ليست بالمسألة البسيطة، لكنها ليست مُستحيلة أيضاً.
أنت بحاجة للتحلي بكثير من الشجاعة و الإصرار لتغيير نفسك. و مع كل هذا، يجب عليك البدء بخطوات بسيطة و المداومة عليها حتى تكتسب عادة الإقدام على إنجاز مهامك بذون تأجيل أو تهرب.
يقول الخبراء بأن آكتساب عادة جديدة يتطلب مُمارسة متواصلة لثلاثة أسابيع على الأقل. و بعدها تترسخ عندك العادة مما سيُسهل القيام بها بشكل كبير.
فيما يلي خطوات و نصائح إن إلتزمت بها، فأعدك أنها ستغير حياتك.
إفصِل نفسك عن الأجهزة !
السبب الأول للتسويف هو البيئة غير المُواتية التي تجد نفسك فيها.
في مُعظم الأوقات تجد نفسك مُشتتًا بسبب هاتفك أو جهاز الكمبيوتر الخاص بك : تنشغل بالتنقل بين الشبكات الإجتماعية أو مقاطع فيديو مُسَلِّية.
ضع أجهزتك جانباً و تحلَّ ببعض المسؤولية و آخلُق لِنفسك جوًا يجعلك ترغب في بدء العمل بِجِدية.
تقنية الطماطم !
إذا كان عملك يعتمد على الأجهزة كالهاتف أو الحاسوب. فيمكنك تنظيم وقتك بالعمل بتقنية الطماطم المعروفة بآسم "البومودورو".
و تعتمد الطريقة على تقسيم وقتك بين وحدات للعمل و أُخرى للراحة، مثلا :
ضع مُنبها و آعمل لمدة 30 دقيقة مستمرة، و بعدها توقف عن العمل لمدة 5 أو 6 دقائق ثم كرر العملية حتى تنتهي من إنجاز مهامِّك.
قائمة المهام.
تدوين مهامك في دفتر مُلاحظات على شكل قائمةِ مَهَـام مفيذٌ جداً لأنه يمنح تصوراً بصريا للأعمال الواجب إنجازها. و هذا سياعدك في التعامل معها بشكل أفضل.
كما أن القائمة تُساعد كثيراً على تنظيم وقتك و تقسيمه بين الأعمال المطلوبة.
رَتِّــب الأعمال حسب الأولوية / الأهمية.
بهذه الطريقة ، لن تُمارس ضُغوطًا غير ضرورية على نفسك، وسيكون من المُفيد جدًا لك تنفيذ الإجراءات حسب الأولوية ومن الأكثر أهمية إلى الأقل أهمية.
قم بإعداد برنامج المَهام قبل وقتها بوقت كافي.
إعداد برنامجٍ واضح لأعمالك سيُشعرك براحة نفسية بسبب وُضوح الرؤية أمامك. قم بإعداد برنامج الغذ في مساء اليوم و هذا سيسمح لك بإدارة وقتك و تقسيمه بطريقة أفضل.
قاعدة الدقيقتين !
ينصح إختصاصي الإنتاجية "ديفيد ألين" قائلاً: " كل مهمة تتطلب دقيقتين أو أقل، فعليك القيام بها الآن ". هذه الصيغة السحرية البسيطة هي أن تفعل على الفور، و دون تأخير ، أي شيء يستغرق منا حوالي دقيقتين للقيام به. مثلا: إغسل الأطباق مباشرة بعد الوجبة بدلاً من تركها تتراكم لساعات. شيئ يتطلب التخزين أو الترتيب، قم بترتيبه حالاً حتى لا تُضيع وقتا ثمينا للبحث عنه في وقت لاحق. إذا كانت بضع دقائق كافية لك للمهمة، إعمل بهذه القاعدة و تخلص منها حالاً !
تقسيم المهام الكبيرة
غالبا ما تبدو المهام الكبيرة أو الصعبة مُخيفة، و هذا يجعلك تتهرب منها و تُؤجلها بآستمرار.
لكن، لا عليك.
هناك طريقة مُجربة و جد فعالة :
قُم بتقسيم المَهَام الكبيرة إلى عدة مَهَام و أهداف صغيرة يمكنك إنجازها بسُهولة.
و هكذا فإن إنجازك للمَهَـام الصغيرة واحدة بعد الأخرى سيُحرِّرُك من القلق.
و سيسمح لك بآستيعاب هذه الأهداف "المُخيفة" و التعامل معها بطريقة أكثر واقعية و بالتالي إنجازها بشكل أفضل.
كافيئ نفسك !
هل كافحتَ كثيراً لإنجاز المهام المُنتظرة منك !
مُمتاز !
الآن يمكنك بكل بساطة أن تُكافئ نفسك على إنجازاتك مهما كانت بسيطة.
قطعة شوكولاطة ضخمة، التكاسل أمام الحاسوب أو مُشاهدة فيلم.. كلها طُرق لمُكافأة نفسك على إتمام مهامك.
هذه المُكافأة سيكون لها طعم خاص لأنها تقترن بلذَّة النجاح في أمر مُعين أو إنهاء مهمة كانت تُقلِقُك.
المُكافأة ستُشعِــرُك بالسعادة و الرضا عن النفس و الأهم من كل هذا، ستمنحك حافزاً قويا لمواصلة تحقيق مهامك.