قصص معبرةمنوعات

لو تعلم مَا يُُخبئه الرحيم لك خلف كل ضيق…

شاب يقول: أنا أحب الأطفال جدا و أحلم أن أتزوج و أنجب…

أحببت فتاة كثيرا و لم أتخيل حياتي من دونها …

كنت أعمل في شركة براتب 800 جنيه، و ذات يوم أخبرتني حبيبتي عن إعلان لوظيفة في شركة إستيراد و تصدير براتب 1500جنيه ،انبهرت جدا بالمبلغ لأنه ضعف راتبي ،فاستأذنت من مديري و ركضت إلى الشركة.

و أثناء ذلك و أنا في طريقي دهستني سيارة كانت تقودها فتاة. 

اذا أنني و من شدة فرحتي بالوظيفة لم أكن أنظر حولي وكان هدفي الحصول على الوظيفة كي أسعد حبيبتي وأن ألبي لها كل حاجياتها خصوصا أنها كثيرة المطالب.

لم أشعر بنفسي بعدها إلا و أنا على فراش المستشفى و لم أشعر بساقي اليمنى، وعندما صحوت من الغيبوبة رأيت فتاة جميلة جدا تمسك باقة ورد وتقف أمامي و تنظر إلي بابتسامة خفيفة فسألتها من تكون؟ و أين أنا؟ قالت إهدأ و سوف تعرف كل شيء في أوانه ،فصرخت و قلت رجلي تؤلمني فدخل الطبيب عندما سمع صراخي وأعطاني حقنة مهدئة و قال لي إهدأ لقد اضطررنا إلى قطع رجلك اليمنى بسبب قوة الإصطدام.

بكيت و انهارت أعصابي من هول الصدمة، واذا بالفتاة بالفتاة تجلس بجواري على الفراش.  

قالت: آسفة، أنا السبب و أخبرتني بكل ما حدث و أن الخطأ مني بسبب مروري السريع على الطريق..

إتصلت بحبيبتي و أخبرتها بما حدث،أتت مسرعة إلى المستشفى و عندما رأتني في هذا الوضع إنصدمت ، ولم تنطق سوى بكلمة “اسفة أتمنى لك الشفاء” ثم انصرفت.

و بعد أقل من نصف ساعة جائتني منها رسالة على هاتفي تقول فيها: آسفة، لا أستطيع إكمال الطريق معك ، تقدم لي عريس و أهلي غصبوني أن أتزوجه.

ثم أغلقت هاتفها و علمت بعد ذلك انها قامت بتغيير رقمها. كل هذا و الفتاة الجميلة تقف معي و تبكي و تنظر إلي.

بعد مرور أسبوعين سمح لي الطبيب بالخروج على كرسي و كانت  تلك الفتاة معي لحظة بلحظة حتى ذهبت الى منزلي.

عندما دخلت الى المنزل صرخت بأعلى صوتي لأني لم أستطع الحركة.

صرخت و قلت لماذا يا رب؟حياتي؟لماذا يا رب؟

لماذا يا رب تجعل حبيبتي تتركني؟لماذا تجعل الوظيفة تذهب مني؟لماذا تجعلني عجزا طوال 

و كانت دموعي تنزل من عيناي كماسورة مكسورة في أحد الشوارع.

و لم يدم حزني طويلا خصوصا أني لم أكن وحيدا فلا أنكر أن تلك الفتاة كانت تأتي إلي و تزورني يوميا.

اليوم الذي كانت تتأخر فيه كنت اشعر كأني يتيم و وحيد و بعد مرور شهرين أتى إلي إستدعاء من الجيش و لكن تم اعفائي نهائيا بسبب ظروفي الصحية فذهب شخص آخر من أصدقاء دفعتي، و لكن للأسف حدث إنفجار بإحد مستودعات أنابيب الغاز القريبة من الوحدة أدت إلى موته.

فبكيت عليه وشكرت ربي على عدم ذهابي .

ثم عرفت من طرف أحد الأصدقاء ان حبيبتي الأولى تزوجت أحد جيرانها و هي على خلاف معه يوميا لانها تعاني من عقم،فحزنت عليها و على حالها.

ولكنني شكرت ربي و خصوصا لأني متعلق بالأطفال …

وعندما كنت أتصفح الجرائد قرأت أن شركة الإستيراد والتصدير قد أعلنت افلاسها بسبب ديون البنوك مما دفعهم لطرد جميع العاملين بها، فشكرت ربي على رحمته بي.

وطول هذه الفترة التي دامت أكثر من 70 يوم كانت تلك الفتاة الجميلة تزورني بإستمرار وتحضر لي كل مستلزمات المنزل، فقررت أن أطلب منها الزواج ولكن كنت أخشى أن ترفض و أخسر أجمل ملاك تعودت ان أراها أمام عيني وعندما حضرت و بينما هي تحضّرالشاي قررت أن أصارحها .

و لكن كانت المفاجئة انها هي أتت وقالت لي هل تقبل الزواج مني؟ فارتعش جسمي و قلت لها ماذا تقولين؟قالت هل تقبل الزواج مني؟ فقلت لها أنا لا أقبل الشفقة من أحد. 

قالت و الله ليست شفقة و لكني أحببتك حقا ولا استطيع ان اعيش من دونك .

قلت لها و ساقي المقطوعة؟ فإنها سوف تعجزني عن العمل، قالت أنت سوف تعمل في منصب مدير في احدى شركات والدي وكل شغلك يكون على مكتب ولا يتطلب الحركة فاندهشت جدا و لم أقل غير كلمة واحدة و الدموع تنزل من عيناي أمطار، سامحني يا رب سامحني،فقد عارضت حكمتك و نظرتك المستقبلية لي ،فلولا الحادث لكنت:

  1. تزوجت عاقر لا تحب في الكون غير نفسها،فقد كشفتها لي قبل فوات الاوان.
  2. كنت ذهبت الى الجيش و تعرضت للوفاة. فأنت أخذت مني قدمي اليمنى و أعطتني الحياة.
  3. كنت التحقت بوظيفة لن تدوم لي و أنت الآن اعطيتني وظيفة بمرتب لم احلم به ابدا.

عزيزي القارئ: ثق دائما أن الله يختار النافع لك.

لا تحزن إن أخذ الله منك شيئا بل ثق انه سوف يعطيك شيئا احسن منه بكثير.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يُرجى تعطيل مانع الإعلانات